قلب الاتحاد النابض لم يعد يلعب بنفس مستواه المعروف

قلب الاتحاد النابض لم يعد يلعب بنفس مستواه المعروف: ماذا أصاب نور في وقت الحسم؟ إعداد خالد الشايع

هبط مستوى لاعب وسط الاتحاد محمد نور بشكل كبير في الفترة الأخيرة.. الفترة التي كان يعول فيها فريقه عليه كثيرا لحسم بطولة الدوري وتأهل الفريق إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا.. ظهر نور بمستوى متواضع أمام الهلال وساهم بشكل كبير في خسارة فريقه المباراة الحاسمة.. وانتهى به المطاف ورفاقه في المركز الثاني.يعتبر الاتحاديون محمد نور القلب النابض لفريقهم.. مستواه هو ما يحدد قدرة الاتحاد على الفوز والخسارة.. وهو من يقود الفريق بروحه وموهبته للفوز بالمباريات والبطولات.. بيد أن نور في الفترة الأخيرة بدا وكأنه يعاني من خطب ما، تسبب في هبوط مستواه.. فما الذي أصاب نور؟.. فيما يلي محاولة للإجابة عن هذا التساؤل: يمثل نور ثقلا كبيرا في الفريق الاتحادي.. فهو قلب الفريق النابض وصانع لعبه المميز.. بدأ هذا الموسم بداية قوية، فسجل 7 أهداف لفريقه في الدوري.. إلا أنه لم يواصل على نفس النسق.. فبدأ مع انطلاقة الدور الثاني يعاني من هبوط في مستواه.. ظهر بمستوى ضعيف أمام الاتفاق في ربع نهائي كأس ولي العهد، فكانت النتيجة أن خسر الفريق في جدة وغادر المسابقة.. في الدروي واصل تقديم عروضه التي لا تليق باسمه ولا بما يملكه من مهارات، فكانت النتيجة أن أهدر الفريق العديد من النقاط وانتهى به المطاف بخسارة المباراة الحاسمة مع الهلال ومعها طار اللقب الأهم.. ظهر نور في مباراته مع الهلال وكأن لا وجود له في الملعب.. واستمر على هذا الحال في مباراة سباهان الإيراني في الدور الثاني من البطولة الآسيوية للأندية الأبطال، فخسر الاتحاد في جدة وباتت حظوظه في التأهل للدور ربع النهائي ضئيلة.. يعرف الاتحاديون جيدا أن فوز فريقهم مرهون بمدى ما يقدمه نور في الملعب.. فهو من يمد الهجوم بالكرات المناسبة للتسجيل وأحيانا يقوم هو بدور هز الشباك.. وهبوط مستواه يعني توقف قلب الاتحاد عن الحركة. يقول المدرب الوطني حاليا ونجم وسط الاتحاد السابق عبدالله غراب: «ظهر محمد نور بمستوى جيد في بداية ووسط الموسم.. ولكن في الفترة الأخيرة هبط مستواه بشكل كبير وهذا الأمر يعود إلى الإرهاق الذي طال اللاعب في الفترة الأخيرة جراء كثرة المشاركات والمباريات». ويتابع: «نور من اللاعبين الذين لم يغيبوا عن مباراة للاتحاد، وبالتالي أثر هذا على مستواه بعد أن عانى من الإرهاق الشديد». ويشدد غراب على أن لاعبين كثيرين تأثروا من هبوط الإرهاق، ولكن لأن نور الأبرز في الاتحاد ظهر هذا واضحا. ويضيف: «لم يظهر نور بمستواه المعتاد، وهذا الأمر عانى منه لاعبون كثيرون في نهاية الموسم.. ولكن لأن نور من اللاعبين المميزين والذين يعتمد عليهم الاتحاد فظهر واضحا هبوط مستواه.. هؤلاء اللاعبون يظهر مستواهم بوضوح ويظهر إذا قل عطاؤهم في الملعب.. وهذا وضح على نور بشكل كبير في المباريات الأخيرة». ويتابع: «نور من المؤثرين جدا في الاتحاد.. والفريق يتأثر بهبوط مستواه.. نور مثل تشيكو، والآخرون انخفاض مستواهم يضر بالفريق.. يقل المجهود البدني والعطاء.. هو بحاجة فقط لبعض الراحة والتركيز كي يستعيد مستواه في المباريات المهمة». ويتابع: «نور عنصر من العناصر المهمة.. لكن الاتحاد ليس نور فقط.. هناك لاعبون آخرون لهم دور مؤثر في الفريق.. غيابه مؤثر ولكن هناك من يعوض غيابه سواء في الحراسة أو الدفاع والوسط والهجوم». ضرر نفسي يرجع المدرب الوطني جاسم الحربي تواضع مستوى محمد نور في الفترة الماضية إلى العامل النفسي.. فنور حسب رأيه يعاني من ضغوط نفسية جراء المطالبة بعودته للمنتخب وأيضا لبروز زميله البرازيلي تشيكو على حسابه.. ويضيف: «تأثر محمد نور من مطالبات الإعلام بضمــــه للمنتــخـــب، وهـــــــذا لا يحـــــدث.. انعكس ذلك عليه نفسيا لأنه يتـساءل: لماذا لم يتم ضمي مثـلا؟ طالمـــــا أن هناك قناعـة مــن الإعلام أن مســتواه يــؤهله ولا يــضـم، هذا يحدث ضـررا نفسيا فــي داخــله مــمـا ينعكس على أدائه الفني.. العامل الفني مهم في كل مراحل التأهيل الفني للاعب». ويتابع: «أيضا بروز البرازيلي تشيكو وتطور مستواه من مباراة لأخرى سبب ضغطا نفسيا على نور كي يستعيد النجومية في الاتحاد.. نجم تشيكو بات يبرز على حساب الاتحاد وهذا يحبط نور، لأن الجمهور يشيد بتشيكو وينتقده.. ربما يكون لتغيير الإدارة دور فيما يعاني منه نور حاليا وأيضا الطريقة الفنية للمدرب». ويعتبر الحربي أن نور فقط هو الذي يملك الحل لما يعانيه من هبوط في المستوى.. ويضيف: «عودة نور إلى مستواه المعروف عنه في يده هو فقط.. فهو لاعب يملك خبرة كبيرة في الملاعب ويعرف كيف يتغلب عليها.. ربما هناك أمور أخرى تسببت في هبوط مستواه، ولكن ما نشاهده يؤكد أنه بحاجة لإعادة نظر في مستواه.. فما يقدمه أقل بكثير مما يملك من إمكانيات». ويعتبر المدرب الوطني نادي الاتحاد تأثر كثيرا بهبوط مستوى نور لأنه الأبرز في الفريق.. ويقول: «تأثر الاتحاد كثيرا بهبوط مستوى نور.. أي لاعب بهذا الحجم يؤثر على فريقه يشكل عام.. رجوع نور مرهون بالعودة من خلال النادي ويترك عنه ترشيحات الإعلام التي لا تقدم له شيئا.. يجب أن ينسى كل ذلك ويركز على تطوير مستواه وعودته لوضعه الطبيعي مع الالتزام في التمارين.. هذا هو المهم الآن». مشكلة جماعية يعتبر كبير المدربين الوطنيين محمد الخراشي ما يعانيه محمد نور طبيعياً في عالم كرة القدم، بسبب الأحمال الزائدة على اللاعبين حاليا.. ولكن مشكلة نور أنها جاءت في الوقت الحاسم في الموسم.. يقول: «ليس محمد نور فقط من تعرض للإرهاق وهبط مستواه.. في عرف كرة القدم، هذا متوقع عند اللاعب، ويختلف الأمر من لاعب لآخر في القدرة على استرجاع التوزان وأيضا في الوقت.. أحيانا يكون موعد الهبوط غير مناسب للاعب وناديه وهذا ما تعرض له نور الآن.. يكون اللاعب حريصا على الظهور بمستوى جيد ويقود فريقه، ولكن لا يستطيع ذلك بسبب التشبع من المباريات وطول الموسم الحافل بالمشاركات.. يحتاج اللاعب للراحة قليلا».. ويتابع: «مدربو اللياقة يعرفون هذا الأمر جيدا ويخططون لراحة لاعبيهم». ويشيد الخراشي بما يملكه نور من قدرات فنية عالية.. ويضيف: «نور لاعب مميز ومهم ومتمكن ولاعب حسم.. ولكن من سوء حظ الاتحاد أن هبوط مستواه جاء في وقت المباريات الحاسمة والمهمة للاتحاد.. ولكن بحكم معرفتي بنور فهو يستطيع العودة بسرعة، فهو لاعب يملك روحاً عالية ورغبة كي يكون الأفضل». ويلقي الخراشي باللوم في إرهاق اللاعبين وهبوط مستواهم على المدربين، الذين يرفضون إراحة لاعبيهم من أجل الفوز ويشركونهم في كل المباريات.. ويضيف: «المشكلة الآن أننا نشرك اللاعب في كل المباريات سواء كان الخصم قويا أو متواضع المستوى.. مشكلة مدربينا الثبات على 11 لاعباً فقط.. لهذا الأمر سلبيات أكثر من إيجابياته.. صحيح أنه يجعل الفريق منسجما ولكنه يرهق اللاعبين.. يجب على المدرب عندما يجد بعض لاعبيه مرهقين أن يريحهم ويعتمد على لاعبين صغار ويحافظ على التوزان، ولكن لا يرهق لاعبيه كثيرا.. هذا الأمر متعارف عليه في عالم الكرة، ولكن مدربينا لا يطبقونه».