نورويتش (انجلترا) (رويترز) - يرسل العلماء بعثة فضائية جديدة اواخر الشهر الجاري وذلك للبحث في أكثر الانفجارات عنفا وقوة في المجموعة الشمسية.
وبمراقبة المجال المغناطيسي للشمس تأمل المهمة التي تحمل اسم (سولار-بي) وهي خلاصة تعاون بين بريطانيا والولايات المتحدة واليابان في التعرف على المزيد عن التوهجات الشمسية وهي عبارة عن انفجارات للطاقة الكامنة تعادل عشرات الملايين من القنابل الهيدروجينية التي تنفجر في غضون دقائق.
وقالت البروفسور لويزي هارا من مختبر مولراد لعلوم الفضاء بجامعة كوليدج بلندن خلال مؤتمر علمي "ما نريد القيام به هو استكشاف طبيعة الانفجارات الاكثر نشاطا في المجموعة الشمسية بما يمكننا فعلا من التنبؤ بمكان حدوثها وسبب حدوث هذه الظاهرة."
وستقيس المعدات التي ستوضع على متن المركبة الفضائية حركة المجالات المغناطيسية وكيفية استجابة الغلاف الجوي المحيط بالشمس لتلك المجالات المغناطيسية.
وستركز المهمة على مرحلة الانفجارات الخاصة بالتوهجات الشمسية.
وتحدث التوهجات الشمسية عند انطلاق الطاقة المخزونة في المجالات المغناطيسية فجأة وبقوة. وتحدث أقوى التوهجات وأكبرها داخل نطاق أقوي المجالات المغناطيسية. ويصاحب التوهجات عادة حدوث بقع شمسية وهي مناطق مظلمة وباردة ناجمة عن اختراق قوي للمجالات المغناطيسية عبر سطح الشمس.
وتشكل هذه التوهجات خطرا علي الرواد والمركبات الفضائية ويمكن ان تلحق خسائر باتصالات القمر الصناعي وشبكات الكهرباء وشبكات الهواتف الجوال على الارض.
وقالت هارا أن "التوهجات الشمسية تتميز بالسرعة والشدة مما قد يتسبب في انقطاع الاتصالات على الارض في غضون 30 دقيقة من وقوع التوهج علي سطح الشمس."
واضافت في كلمة القتها أمام مهرجان الجمعية البريطانية لتطور العلوم "ان درجات الحرارة المنبعثة من التوهجات تتجاوز تلك المنبعثة من اندلاع ثروات البراكين بمقدار 10 الاف مرة."
وتتسبب الحرارة الناجمة عن التوهجات الشمسية والتي تمت ملاحظتها للمرة الاولى في انجلترا عام 1859 في انبعاث غازات من الغلاف الجوي تبدأ في التحرك بسرعة كبيرة تتجاوز بنحو عشر مرات سرعة طائرة من طراز كونكورد.
ومن المقرر اطلاق المهمة "سولار-بي" في 22 سبتمبر أيلول الجاري من مركز يوتشينورا لابحاث الفضاء في جنوب اليابان. وخلال مهمتهما التي تصل الي ثلاث سنوات ستدور المركبة الفضائية على ارتفاع 600 كيلومتر لمشاهدة الشمس بشكل مستمر.
وقالت هارا أن فهم التوهجات الشمسية بشكل أفضل يمكن ان يوفر معلومات عن كيفية اطلاق المجالات المغناطيسية كميات هائلة من الطاقة وهل بالامكان وجود حياة في مكان اخر من المجموعة الشمسية.