جابر الصعيدي وأيام المعاناه

جابر فتي صعيدي بسيط لم ينل من التعليم حظ ولو ضئيل

أبوه كان طباخ لأحد البشوات في عصرهم المجيد

جابر تعلم علي يد أباه فنون الطبخ الجميل

ولكنه لم يجد فرصة عمل في بلدة الصغير

إلي أن توفي أباه وأصبح عن الأسرة مسئول

نصحه أصحابه بالسفر إلي القاهرة الكبرى

فهناك الشغل كثير والعمل متوفر حتي للأميين

حمل جابر مخلة وعصاه وركب قطار السفر البعيد

وكل أمله أن يرجع لأسرته بالخير الوفير

نزل جابر القاهرة ونظر حوله ليري عالم فسيح

سيارات وشوارع وناس وبشر كثيف

هذا يضحك وبجواره آخر يبكي وآخر يتشاجر ويصيح

والكل في سرعة وجري كجري الوحوش

وكان جابر يحمل في جيبه عنوان عم له منذ زمن في القاهرة

يعيش أخذ يسأل عن العنوان ويستفسر حيتي هداه أبن الحلال

إلي عنوان عمه المنشود

قابل العم ابن أخيه بالترحاب والقلب المفتوح وكان عمه

يعمل مقاول أنفار للمعمار

وسأل العم جابر ماذا ستفعل في هذا البلد الفسيح وأنت

ليس لك مهنه سوي الطبخ ولا شهادة تفيد

قال يا عم أبني لي كشك بجوارك أطهو فيه الشاي والقهوة

للعمال ولـ السجائر أبيع

بني جابر الكشك وأخذ يشتري ويبيع ثم بدأ عمل وجبات

للعمال فول وفلافل وعدس وشيء من هذا القبيل

وذاع صيت جابر بالمنطقة حيتي أنه بدأ للعائلات معروف

إلي أن جاء يوم صاحب المال وهو رجل أعمال كبير

وعرض علي جابر السفر إلي الكويت حيث يعيش

وهناك لديه مطعم كبير للوجبات المصرية يعد فيه ويبيع

وافق جابر علي الفور وكان له في السفر نصيب

وعمل بالمطعم وكان بالأمانة قدير

ثم تولي أدارة المطعم وزادة الله من الفضل الكثير

وبدأ الطمع ينمو داخل جابر الذي كان فقير

حب المال و القسوة علي العامل البسيط وأكل حق الضعيف

والله يمهل ولا يهمل أكيد

بني جابر لنفسه مطعم كبير وأشتهر المطعم فالكل إليه يجيء

وفكر جابر في ماله من سيرث هذا المال الوفير لابد أن يتزوج

وينجب الولد الذي يحمل أسمه وبالمال يفوز

جابر قد أتم في الغربة عشرون سنة بالكمال والتمام

لم يزر بلدته إلا عندما توفت نبع الحنان

يعني أصبح عمرة ألآن أربعون عام

سافر جابر إلي بلدته الصغيرة فلم يجد فيه واحدة تليق

بجابر صاحب المال الوفير نزل إلي القاهرة ولا ننسي أن

جابر جاهل في القراءة والتعليم

وألتف عليه أحد صياد الجاهلين

فوزي سمسار في كل شيء كلامه معسول وفي الظهر مرموق

أنخدع به جابر ووظفه له سكرتير وطلب منه جابر أن يزوجه

ببنت صغيرة علي قدر من الجمال تعوضه سنين الشقي

الغربة وعلي الفور لبي فوزي لجابر طلبه

وعرفه علي نسرين وتقدم لها جابر ليتزوجها دون أن يراعي

الأصول ويسأل عن الأصل والسير والسلوك

تزوج جابر من نسرين بنت العشرين فتاه طموحه كل همها

اللبس والمال كانت في الجامعة في الصف الثاني لتجارة

الأعمال تركت تعليمها من أجل عيون جابر قصدي من أجل

المال

تزوج جابر وعاد لمكان عمله مع زوجته نسرين ومعه

فوزي سكرتيره الهمام

بدأ فوزي في عمله في الحال وتفرغ جابر لزوجته فهو

يريد أن ينجب العيال

وحملت زوجته جابر حملها الأول ووضعه بنتها الأولي نوال

وغضب جابر لأنها بنت وهو يريد الولد الهمام

وحملت ثانية ووضعت ايضآ جيهان وزاد غضب جابر من

سيورث المال ثم الثالثة ايضآ بنت وأسمتها حنان

وثار جابر وتشاجر مع زوجته وهددها بالطلاق أن لم

تنجب له الولد وهو جاهل لا يعلم أنه لا حول ولا قوة لها

وأن ألأمر بيد الله

وغدآ البقية

0