طان الكلى .. وأمال جديد في علاجه
يصيب السرطان ملايين البشر في العالم، ويعتبر المسبب الثاني الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية. ولا يوجد أفضل من الوقاية والاكتشاف المبكر للقضاء عليه.
تبدأ كل أنواع السرطان بنمو غير منتظم لخلايا شاذة (خلايا سرطانية)، تستمر في النمو والانقسام مولدة بذلك مزيداً من الخلايا الشاذة مع كل انقسام.
وعادة ما يتكون السرطان كورم Tumor أي كتلة غير طبيعية من الأنسجة التي تتكون عندما تنقسم الخلايا أكثر مما يجب.
ويأتي السرطان كنتيجة للأضرار البيئية أو للتحور الجيني الوراثى الذى يؤثر في الحمض النووي «دي أن ايه (DNA)» للإنسان.
وفي كثير من الأحيان يقوم الجسم بإصلاح هذا التلف ولكن في حالات السرطان لا يتم إصلاح الخلايا.
ومن الممكن توارث الشفرة الوراثية DNA التالفة، أو أن يحدث لها تلف تلقائي أو ناتج عن التعرض لبيئات غير صحية مثل التدخين واستنشاق الحرير الصخري (الأسبستوس).
ليست كل الأورام سرطانية، فهناك الأورام الحميدة Tumor Benign التي لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، والأورام السرطانية – الخبيثة Tumor Malignant – التي تنتشر خلاياها إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال عملية تدعى الانبثاث Metastasis، وتتكون نتيجة لذلك أورام جديدة.
وبغض النظر عن كونها حميدة أم خبيثة، فيمكن أن توجد الأورام في أي مكان من الجسم، وغالبا ما تسمى باسم المكان الذي تنشأ فيه، فسرطان الثدي يبدأ في الثدي وسرطان الكلى يبدأ في الكلى.
سرطان الكلى يحدث سرطان الكلى كغيره من السرطانات نتيجة نمو غير منتظم للخلايا الشاذة في الكلى، وهو على أنواع مختلفة، أكثرها شيوعاً هو سرطان خلايا الكلى Renal Cell Carcinoma (RCC)، وهو المسؤول عن أكثر من 90% من حالات الأورام السرطانية في الكلى.
إن احتمالية إصابة الرجال بالمرض تقارب ضعف احتمالية الإصابة في النساء.
وتجب الإشارة إلى ان الرجال يدخنون أكثر من النساء وهم أكثر تعرضا للمواد الكيميائية في أماكن العمل، الأمر الذي يفسر سبب هذا الاختلاف.
وتزداد نسبة الإصابة بسرطان خلايا الكلى بين الأشخاص السود قليلا عنها بين البيض.
وينمو سرطان خلايا الكلى ككتلة ورم واحدة داخل الكلية، ولكن كثيراً ما تحتوى الكلية الواحدة على أكثر من ورم وفى أحيان أخرى قد توجد الأورام في كلتا الكليتين.
وفي معظم الحالات يتم اكتشاف سرطان خلايا الكلى قبل انتشاره إلى أعضاء أخرى.
وينقسم سرطان خلايا الكلى RCC الى خمسة أنواع رئيسية:- سرطان الخلايا الصافية أو الفارغة Clear Cell Carcinoma: وهو الأكثر شيوعاً (80% من الحالات) ويطلق عليه هذا الاسم لأن الخلايا تبدو باهتة جداً أو «صافية» تحت الميكروسكوب.
- السرطان الحليمى Papillary Carcinoma: وهو ثانى أكثر الأنواع شيوعاً (10-15% من الحالات) وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن السرطان يُكوِّن نتوءات في الورم على شكل أصابع.
- السرطان كاره اللون Chromophobe Carcinoma: ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث درجة شيوعه (5% من الحالات) وتبدو فيه الخلايا مثل نظيرتها في حالة الخلايا الصافية ولكنها تكون أكبر في هذا النوع.
- سرطان القنوات المجمعة Carcinoma Collecting Duct: وهو نوع نادر جدًا من سرطان الكلى.
- أنواع غير مصنفة حيث لا يمكن تصنيف ما يقرب من 5% من حالات سرطان خلايا الكلى إذ لا تتوافق خصائصها مع أي من الفئات المصنفة.
أنواع أخرى على الرغم من أن سرطان خلايا الكلى يشكل 90% من حالات الأورام السرطانية للكلى إلا أنه توجد أنواع أخرى هي أقل شيوعاً، مثل:
سرطان الخلايا الانتقالية Transitional Cell Carcinoma: وهو يشكل من 5% - 10% من سرطانات الكلى، ويبدأ في حوض الكلية حيث يلتقي الحالب بالكلية، ويبدو هذا النوع من سرطان الكلية مشابهًا كثيرًا لسرطان المثانة كما يتسم إلى حد كبير بنفس خصائصه، وتعزى أسبابه إلى تدخين السجائر والتعرض لبيئات غير صحية.
أورام ويلمز Wilms Tumors: وهي مسؤولة عن 5% - 6% من كل حالات سرطان الكلى، وعادة ما توجد هذه الأنواع من الأورام في الأطفال وتندر جدًا في البالغين.
الساركوما الكلوية Renal Sarcomas: وهي تشكل أقل من 1% من كل حالات أورام الكلى، وينشأ هذا النوع النادر جدًا من سرطان الكلى في الأنسجة الضامة للكلى.
أورام الكلى غير السرطانية Non-Cancerous Kidney Tumors: أي الأورام الحميدة Benign وهي لا تنتشر عادة إلى أجزاء أخرى من الجسم فهي ليست سرطانية بطبيعتها.
والأنواع الشائعة لهذه الأورام الكلوية هي الورم الغدي الكلوي (Renal Adenoma)، وورم أنكوسايتوما (Oncocytoma)، والورم الشحمي العضلي الوعائي (Angiomyolipoma).
العلاج سرطان الكلى يعتبر من الأمراض السرطانية التي يصعب علاجها، خاصة في مراحله المتقدمة.فالعلاج بالأدوية الكيميائية لم يثبت أي فاعلية على الإطلاق مع هذا الورم.
كذلك العلاج ببعض الأدوية الحيوية التي تدعى سيتوكان Cytokines مثل انترلوكين Interleukins فهو يستخدم في حالات قليلة ويصعب تحمله ويؤدي إلى نسبة شفاء قليلة جداً، ولا يمكن إعطاؤه إلا لعدد قليل جداً من المرضى وهم الّّذين بإمكانهم المشاركة بسباق الماراثون الرياضي فيجب أن يكون القلب والرئتان والكلى والكبد بحالة جيدة جداً وأن يكون المريض بصحة جيدة قبل أن يعطى هذا الدواء.
ومن هذه القلة القليلة يستفيد فقط حوالي 15% ويشفى أقل من 10% أما باقي المرضى فلا يوجد لهم علاج البتة.
ونؤكد أهمية العلاج بالأدوية المستهدفة والموجهة Target Therapy مثل الدواء الجديد نيكسافار Nexavar الذي يعد بارقة أمل لهؤلاء المرضى، حيث أثبت فعاليته في علاج هذا النوع من السرطانات.
ففي دراسة تضمنت أكثر من 900 مريض أثبت نيكسافار أنه يطيل حياة المريض بشكل ملحوظ وبأكثر من الضعف مقارنة بالدواء غير الفعال الذي استخدم للمقارنة، والأهم أنه يمكن تحمله بشكل جيد.
وربما يكون السبب في نجاح هذا الدواء هو آلية عمله إذ يهاجم مستقبلات الورم التي تؤدي إلى تطور الخلايا الورمية وتكاثرها، كما يهاجم الأوعية الدموية التي تغذي الورم وتساعد على انتشاره.