كيب كوست (غانا) (رويترز) - بالتصفيق أو الرقص أو الدعاء أو رفع المناظير المقربة الى السماء حدقت حشود من غرب افريقيا الى وسط اسيا في السماء حيث القى كسوف كلي للشمس بظلاله على جزء كبير من الكوكب يوم الاربعاء.
وقالت نانا اباه بينما كانت ضمن حشد على شاطيء كيب كوست في غانا وهو أول مكان امكن متابعة الكسوف منه بوضوح "هذا يبين عظمة الله وعظمة الطبيعة. المنظر جميل جدا جدا."
وسافر سائحون اجانب الى غانا خصيصا لمشاهدة الكسوف.
وقال لو بيترتشاك (51عاما) وهو فلكي هاو من الولايات المتحدة انها المرة الخامسة التي يشاهد فيها كسوفا للشمس.
واضاف "اجوب العالم مع كل كسوف. اتمتع بمشاهدته. انه اكثر من مجرد داع للسفر."
غير أن البعض فقدوا السيطرة على أعصابهم وتواروا خشية أن تصاب أعينهم بضرر. وقال جوليان أجبان وهو مدير حانة في لومي عاصمة توجو "فضلت أن أشاهده في التلفزيون لان الحكومة أكدت أنه خطير على صحة المرء."
وقال أحد المنجمين المتخصصين في شؤون المال ان اثاره يمكن ان تلاحظ في تراجع أسواق الاسهم.
وقال هنري وينجارتن المدير المناوب لصندوق المنجمين في نيويورك انه يتوقع تصحيحا بنسبة عشرة في المئة على الاقل في متوسط مؤشر داو جونز الصناعي خلال التسعين يوما التالية للكسوف الذي حدث بعد يوم من رفع سعار الفائدة بالولايات المتحدة والذي كان متوقعا على نطاق واسع.
وامتد المسار الكامل للكسوف من شرق البرازيل عبر المحيط الاطلسي الى شمال افريقيا ثم الى البحر المتوسط ووسط اسيا وغرب الصين ومنغوليا.
وكانت أطول مدة لمشاهدة الكسوف في منطقة واو الناموس الليبية قرب الحدود مع تشاد على بعد الفي كيلومتر جنوبي طرابلس حيث استمر اربع دقائق وسبع ثوان.
وسرت برودة في الجو وخفت نور الشمس في حصن قديم للعبيد في كيب كوست غربي العاصمة الغانية اكرا فيما حجب القمر قرص الشمس لمدة ثلاث دقائق تقريبا.
وضج المشاهدون بالدعاء والشكر لله وصفقوا من شدة الدهشة وأخذوا يتناقلون النظارات الواقية فيما بينهم. وأطلق السائقون العنان لالات التنبيه بسياراتهم.
وقال يان يالفينج وهو سائح هولندي في كيب كوست "المشهد مذهل. انها افضل تجربة في حياتي. لم اتخيل ان اشهد هذا الحدث انها تجربة رائعة."
وخرجت حشود الى الشوارع والشرفات واسطح المنازل في الكثير من الدول في الشرق. وحذرت الحكومات الناس من المخاطرة بايذاء نظرهم بمشاهدة الكسوف بالعين المجردة.
وسافر بلير ويلكينز وهو باحث في الاساطير والخرافات القديمة من بريطانيا إلى منطقة الاهرامات في مصر لمشاهدة الكسوف.
وقال انه انتظر هذا الحدث 18 عاما منذ عثر على لوحة حجرية تصور كسوفا للشمس في منطقة الاهرامات قبل الاف السنين.
وأضاف مبتسما "لم أكن أعرف ما قد يحدث... هناك عدد كبير من الاسئلة بلا اجابة. أنت لا تدري أبدا.. فربما تنفتح الاهرامات ويخرج منها غرباء."
وتجمعت حشود في جزيرة كاستيلوريزو اليونانية وهي البقعة الوحيدة في أوروبا التي أمكن فيها مشاهدة الكسوف الكلي. وسكتت أصوات الطيور في الجزيرة التي كان سكانها في العصور القديمة يعبدون اله الشمس أبولو.
والكسوف الجزئي للشمس شائع الى حد كبير ولكن الكسوف الكلي اندر حدوثا ويحجب خلاله القمر الشمس تماما.
وفي شمال الهند كان الكسوف جزئيا فحسب ولكن رد الفعل كان اكبر من أي مكان آخر.
وغاص مئات الالاف من الهندوس في الانهار والبحيرات المقدسة للتخلص من الاثم وابعاد ما يعتقدون انه اثار سيئة للظاهرة.
وقال المزارع رام نارايان بعدما غاص في نهر الله اباد "هذا يمنحني شعور عظيم بالخلاص ويطهرني من الشرور."
وفي كيب كوست نظم أكاديميون من أفريقيا والولايات المتحدة مؤتمرا بالتزامن مع الحدث.
وقال فيليكس شامي البروفسور في الاثار من تنزانيا " في الماضي كان الناس يصابون بالرعب.. كانوا يعتقدون أن الشمس اله وأن الكسوف يعني أن شيئا ما ليس على ما يرام بخصوص الشمس."
من اورلا ريان
(شارك في التغطية مراسلو رويترز في أفريقيا والشرق الاوسط واليونان وتركيا وقازاخستان والهند)